بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيِّدنا محمدٍ الصادق الوعد الأمين ، اللهمَّ لا علم لنا إلا ما علَّمتنا ، إنَّك أنت العليم الحكيم ، اللهمَّ علِّمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علَّمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحقَّ حقاً وارزقنا اتِّباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
أيّها الأخوة الكرام لازلنا مع الدرس السابع من دروس تربية الأولاد في الإسلام.
Text Box: قيمة الصحة في حياة المؤمن :
لقد وصلنا في التربية الصحية أو مسؤولية الآباء عن تربية أبنائهم الجسميّة والبدنية إلى موضوع الظواهر الخطيرة المتفشِّية بين الشباب ، ومن هذه الظواهر ظاهرة التدخين ، وقبل أن نمضي في الحديث عن هذه الظاهرة التي ينبغي أن نكافحها جميعاً ، لا بدَّ من وقفةٍ قصيرةٍ عند قيمة سلامة الجسم وقيمة الصحة في حياة المؤمن .
أيّها الأخوة يجب أن نعلم أنَّ أثمن نعمةٍ على الإطلاق بعد نعمة الهدى هي نعمة الصحة ، ولأنّ النبيّ عليه الصلاة والسلام في أكثر أدعيته كان يقرنها مع الهدى :
(( اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ )) .
[ الترمذي عن الحسن بن علي ]
وقال :
(( اللَّهمَّ إني أسألُكَ العَافِيَةَ في الدنيا والآخِرةِ ، اللَّهمَّ إني أَسألُكَ العَفو والعَافِيَةَ في دِيني ودُنيايَ )) .
[أبو داود عن عبد الله بن عمر]
يجب أن نعلم أنّ هناك ثلاثة مرتكزات في حياتنا : نعمة الهدى ، ونعمة الصحة ، ونعمة الكفاية ، فإذا حصّلتها فقد حصّلت كلّ شيء ، ولا تلتفت إلى ما فاتك من الدنيا ، لكنّ الصحة أيّها الأخوة ليست مقصودةً لذاتها بل مقصودةٌ لغيرها لأنّ الجسم أداة العمل الصالح ، فإذا كان صحيحاً حقق الهدف من وجوده .
Text Box: اتقاء الأمراض التي تسببها أخطاؤنا :
الآن هناك أمراض تأتي من نوع القضاء والقدر ، هذه الأمراض لله حكمةٌ بالغة في سوقها للإنسان ، لكن نحن حديثنا عن الصحة ليس من هذا النوع ، ليس من نوع الأمراض التي تأتي قضاءً وقدراً ولحكمةٍ بالغة يريدها الله عزَّ وجلَّ ، حديثنا عن الصحة كيف نتّقي الأمراض التي تسببها أخطاؤنا ؟ لأنّ الله سبحانه وتعالى حينما قال :
( سورة الشعراء )
لم يقل الله تعالى والذي أمرضني فهو يشفين ، أو والذي يمرضني ويشفين ، فلو قالها فليس لنا علاقة بالصحة ولكنّه قال عزَّ وجلَّ :
( سورة الشعراء )
عُزي المرض إلى الإنسان ، إذاً أصل المرض خروجٌ عن منهج الله ، والآية الكريمة :
( سورة البقرة )
والآية الثانية :
( سورة النساء )
والحديث الشريف :
(( من أكل الطين فكأنما أعان على قتل نفسه )) .
[ رواه الطبراني عن سلمان ]
Text Box: من يفعل أشياء قد تودي به إلى التهلكة فقد عصى :
والنبيّ علّمنا أشياء كثيرة ، علّمنا من خلال بعض أوامره لأصحابه أنَّ الذي له جملٌ حرون ينبغي ألا يصحبنا في الجهاد ، الجمل الحرون خطر ، فبعض أصحابه ركب جملاً حروناً فقتله ، والنبيّ أبى أن يصلّي عليه لأنّه عاصٍٍ ، يقاس عليه أن تركب مركبة مكابحها غير منتظمة ، غير جيّدة ، أن تركب مركبة لا تراجعها قبل السفر ، قد يكون خطأ في الميزان فلو اضطرب الميزان أثناء السرعة العالية ربما يقتل صاحبه ! وقد نهى النبيّ أن ننام على سطحٍ لا سور له .
الآن من يفعل أشياء ربما أودت به إلى التهلكة فقد عصى ، فإذا وجد عندك تيارٌ كهربائيٌ مئتان وعشرون فولطاً وفيه أسلاك مكشوفة ، وعندك أولاد ، فلو حدث فيها ماسٌ وصدمةٌ كهربائيّة ومات أحدهم فأنت محاسب ، محاسب حساباً شديداً وعليك دِيَّة !!
أردت من هذه المقدّمة أن أؤكد لكم أنّه ما من نعمةٍ على الإطلاق بعد نعمةِ الهدى من نعمة الصحة ، تليها نعمة الكفاية لا الغنى ، هدى ، صحة ، كفاية ، فإذا حصّلتها فعلى الدنيا السلام .
ومرةً ثانيةً أقول لكم : أنا لا أتحدّث عن الأمراض التي يسوقها الله عزَّ وجلَّ محض رحمةٍ ، والله محض ودٍ ، ومحض فضلٍ ، الإله يكون منعه أحياناً هو عين العطاء .
حدّثني أخ أعرفه قبل سنواتٍ عدّة ، أعرف هذا الإنسان أبعد شيءٍ عن الإيمان ، يكاد يكون غير مؤمن إطلاقاً ، قريباً من الإلحاد ، جاءته الدنيا كما يشتهي ، عاش في بحبوحة وفي مرح ، من مكان إلى آخر ، من ندوة إلى أخرى ، من نادٍ إلى آخر ، من ملهى إلى آخر ، إلى أن أصيبت ابنته الوحيدة التي يحبُّها حباً جمّاً بمرضٍ خبيث في الدّم ، ولشدّة حبّه لها أنفق كلَّ شيءٍ يملكه حتّى إنّه باع بيته ، قال لي مرّةً وقد وجدْته في مكان : أنا أصلّي عندك منذ أشهرٍ كثيرة ، وقد فوجئت بهذا الخبر ، وله سمتٌ حسن ، فسألته عن سرِّ مجيئه للمسجد ؟ فحدّثني بهذه القصّة :
أنّه له فتاة يحبُّها حبّاً جمّاً أصيبت بمرضٍ عضالٍ في دمها ، أنفق كلّ ما يملكه حتّى اضطرّ إلى بيع بيته ، قال لي : ثمَّ جاءني خاطرٌ يا ترى لو أنني رجعت إلى الله أنا وأمّها هل يشفيها ربنا عزَّ وجلَّ ؟ خاطر ، فكأنّه شعر بوجود القبول أي تفضّل وتب إليّ ، فبدأ يصلّي هو وزوجته ، وحجّب زوجته ، والتزم خطب الجمعة ، وبدأ يسعى إلى الله كما وعده ، ثمّ قال لي : شيئاً فشيئاً تراجع هذا المرض ، وبعد سنواتٍ عدّة دعاني إلى عقد قرانٍ ابنته ، وأنا في عقد القران ـ وقد ألقيت كلمة ـ سألته : هي هي ؟ فقال لي : هي هي ، هي التي أصيبت بمرض عضال وشفاها الله .
Text Box: ما من مرض يسوقه الله لعباده إلا من أجل أن يقربهم إليه :
أخواننا الكرام ، يوم القيامة هذا الإنسان حينما يرى هذا المرض الخبيث الذي ألمَّ بابنته ، كان سبب هدايته إلى الله ، ألا يرى هذا محض فضلٍ ؟ والله الذي لا إله إلا هو فإنني أجزم أنّه ما من مرض يسوقه الله لهذا الإنسان إلا هو محض فضلٍ ولو كشف الغطاء لذابت نفسه شكراً لله عزَّ وجلَّ ، لأنّ ربنا عزَّ وجلَّ رب يربّي فهو يعلم كيف يجلب العبد ، وكيف يحمله على التوبة ، ويعلم كيف يجعله يقف على بابه متأدّباَ عابداً ، فهو سبحانه وحده قد يكون منعه عين العطاء ، فأنا الآن لا أتحدّث عن هذه الأمراض التي يسوقها الله عزَّ وجلَّ لعباده من أجل أن يقرِّبهم منه .
أحد كبار العلماء في قطر عربي له سمعة كبيرة في العالم الإسلامي ، اضطرّ أن يجري عمليّة في المرارة وضعت تحت تصرّفه أربع طائرات في المطار مع الطاقم الطّبي الكامل ، وأخذ إلى بريطانيا وأجريت له العمليّة بنجاح ، سأله صحفي : ما هذه المكانة العلية التي تتمتع بها في العالم الإسلامي ؟ فقال بمنتهى الأدب : لأنني محسوبٌ على الله ، أنا لست محسوباً على جهةٍ أرضيّة . وكلمة محسوب فيها أدب أيضاً ، قد أكون لست أهلاً لكنني محسوب على الله عزَّ وجلَّ .
قبل أيام قرأت لقاءً صحفياً معه أنه ما الحكمة من هذا المرض الذي ألمّ بك ؟ فقال : لأزداد قرباً من الله عزَّ وجلَّ .
Text Box: للمصائب عدة أنواع منها مخالفة النظام الدقيق الذي نظّمه الله لنا :
فأنا أحب أن أُطَمئِن كل أخواننا لأنّ الحديث القدسي دقيق جداً :
(( يا ابنَ آدمَ مَرِضْتُ فلم تَعُدْني ، قال : يا رب كَيْفَ أعُودُكَ وأنتَ ربُّ العالمين ؟ قال : أمَا علمتَ أنَّ عبدي فلاناً مَرِضَ فلم تَعُدْهُ ؟ أما علمتَ أنَّكَ لو عُدْتَهُ لوجَدتني عنده ؟ ))
[مسلم عن أبي هريرة]
أي أنّ ربنا عزَّ وجلَّ عندما يسلب الصحّة من الإنسان يعوّضه من تجلّيه ومن سكينته ومن النور يقذفه في قلبه أضعافاً كثيرة ، فإذا زار الإنسان مريضاً يشعر بالصفاء لماذا ؟ لأنّ المريض زاده مرضُه قرباً من الله عزَّ وجلَّ .
مرّة ثالثة أنا لا أتحدّث عن هذه الأمراض ، فهذه الأمراض محض فضل ، محض رحمة ، محض تربية ، أنا أتحدَّث عن مرض سببه خطأ منا ، وهذا درسنا اليوم ، فأنا لا أقبل أبداً من مسلم يرتكب أخطاء بجسمه وعندما يدفع الثمن باهظاً يقول لك : هذا ترتيب سيدك ، هذه حماقة ، صدقاً لا أقبل أحداً يقصّر في التعامل مع جسمه ويرتكب أخطاء كثيرة في غذائه في حركته في أنواع طعامه ثمّ يقول : هكذا قدّر الله لي !!
لا ، هذا ليس قضاءً وقدراً ، هذا جزاء مخالفة النظام الإلهي ، ذكرت مرة في خطبة جمعة : أنّ المصائب أنواع منوّعة منها مصائب مخالفة النظام الدقيق الذي نظّمه الله لنا فمثلاً إذا قلنا لشخص خفف من تناول الملح وهو يحبُّه جداً ، فهو لا يُسرُّ إذا لم يوجد الملح وكل لقمة يغمسها فيه وإذا لم توجد المملحة على طاولة الطعام ، قلنا له : إنّ الملح يحبس السوائل في الجسم ويرفع الضغط ، وبارتفاع الضغط يجهد القلب ، فارتفع ضغطه ، وأصيب بخثرة دمويّة وانتقلت للدماغ وأصبح معه شبه شلل فيقول لك : هكذا الله يريد ، لا الله لا يريد ذلك فهذا جزاء الخطأ .
فمثلاً قال لك الطبيب : إيّاك أن تدع حبَّ الضغط إلا بعد استشارتي وبالتدريج ، كثير من الأشخاص يتناولون حبوب الضغط ويجد أن ضغطه قد نزل فيرتاح ويقول : لا أريد وأبعدوه عنّي . هل هذا حسب ما تريد ؟ طبيب قلبيّة مثّل لي الحادثة فقال : هذا الضغط مثل النابض وحبّة الضغط أنزلته ، وإذا تركته فجأةً يرجع لمكان أعلى مما كان سابقاً ، وإن زاد قياسه عن ثمانية عشر فهناك احتمال أن ينفجر شريانٌ بالدماغ فوراً ، واحتمال خثرة وفالج .
فدرسنا اليوم ليس له علاقة بالأمراض التي يسوقها الله من أجل أن يقرِّب هذا العبد ، درسنا اليوم متعلّق بأمراض أسبابها أخطاء منّا ، قال عليه الصلاة والسلام :
(( الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ )) .
[ رواه مسلم عن أبي هريرة]
Text Box: ربنا عز وجل جهز الإنسان بجهاز عالي المستوى لدرء الأخطار :
الآن إلى ظاهرة التدخين ، أخواننا الكرام كلُّكم يعلم أنَّ هذا الجسم مزوّد بآليّة عجيبة جداً ، أي أنّ جسمك وحده كونٌ ينطق بعظمة الله ، والحديث عن الجسم لا ينتهي ، لا تكفيه سنوات ولا مجلّدات ، ولكنني سأتناول من الجسم ما له علاقة بالتدخين .
ربنا عزَّ وجلَّ جهّز الإنسان بجهاز لدرء الأخطار ولكنّه عالي المستوى ، فمثلاً : لو شاهد الإنسان أفعى في بستان ، أو شاهد عقرباً ، أو إنساناً يشهر عليه السلاح ، أو وهو يقود سيارته شعر بأنّ هناك حادثاً مميتاً ، تجاوز سيّارة فوجد أمامه سيّارة وبسرعة عالية ، ماذا يحدث في جسمه خلال ثوانٍ ؟
أولاً : هذه العين تنطبع على شبكيّتها صورة خطيرة ، هذه الصورة تنتقل إلى الدماغ إدراكاً (إدراك الخطر) والدماغ يوجد عنده مفاهيم ، فلو رأى أفعى وهو قد درس عنها في سنين دراسته وكيف أنّ لدغتها قاتلة ، ودرس عن بعض أنواع الأفاعي الشرسة التي تقفز قفزاً ، وشاهد أفعى مصبّرة في مدرسته ، وسمع عدداً من القصص في بعض المعسكرات عن أفعى لدغت مثلاً مجنّداً ، فتوجد لديه مجموعة مفاهيم عن الأفعى ، فعندما شاهدها فهذه الصورة انتقلت إلى الدماغ عن طريق العين ، فبالعين إحساس وبالدماغ إدراك ، والدماغ هو ملك الجهاز العصبي ، وتوجد بداخله ملكةٌ صغيرة اسمها الغدّة النخاميّة وهي ملكة الجهاز الهرموني ، الجهاز العصبي أوامره كهربائيّة ، والجهاز الهرموني أوامره كيميائيّة .
فالدماغ يعطي أمراً للملكة عن طريق جسم تحت السرير البصري هذا ضابط اتصال بين الملك والملكة ، الملكة أي الغدّة النخاميّة تعطي أمراً هرمونياً إلى الكظر وهما غدّتان فوق الكليتين (وهما من أخطر الغدد) تعطي أمراً إلى الكظر بمواجهة الخطر ، فماذا يفعل الكظر ؟
Text Box: ما الذي يحدث عند مواجهة الإنسان للخطر ؟
عند مواجهة الإنسان للخطر يحتاج إلى جهد عضلي ، أوّل أمر يذهب إلى القلب لرفع ضرباته ، كانت ضرباته ثمانين ، فترتفع للتسعين ثمّ المئة ، ثمّ المئة والعشرين ، ويمكن أن تصل ضربات القلب للمئة والثمانين ضربة بالدقيقة .
الهرمون الثاني يذهب إلى الرئتين من أجل أن تسرعا في وجيبيهما بحيث تتوافق مع ضربات القلب السريعة ، فالخائف دقّات قلبه مئة وثمانون ويلهث .
أمراً ثالثاً يذهب للأوعية الدمويّة ، فالإنسان أزهر اللون ومورَّد الخدّين وهذه لا يحتاجها الخائف ، فهو يريد الخلاص من الأفعى ولا يريد الوجنات الموردة المحمرّة ، فيذهب أمر إلى الأوعية المحيطيّة لتضيق لمعتها ، فالخائف يصبح أصفر اللون ، فما الذي حدث ؟ كلُّ هذه الأوعية تضيق لمعتها .
أمرٌ رابعٌ يذهب إلى الكبد ، طبعاً الإنسان يحتاج إلى طاقة ، فالكبد يقوم بطرح كميّة إضافية من السكر بالدم .
وأمر خامس يذهب للكبد فيطرح مزيداً من هرمون التجلّط ، فالخائف دمه لزج ، و أغلب الظّن عند وجود مشادة أو قتال أو مشكلة قد يصاب بجرح فينزف كل دمه فيميل الدم للزوجة ، هذا الأمر يحدث في ثوانٍ ، وهذه أشياء مسلّم بها طبيّاً وليست غريبة .
Text Box: الأخطار التي يسببها النيكوتين لجسم الإنسان :
ماذا يفعل النيكوتين في الجسم ؟ النيكوتين هو المادة السامّة في الدخان ، هذه المادّة السامة لو أخذت محصّلة دخينة واحدة من النيكوتين وحقنته في الوريد لمات الإنسان فوراً ، ماذا يوجد في الدخينة الواحدة ؟ النيكوتين ، لو حقنته في جسم الإنسان لمات فوراً ! ماذا تفعل هذه المادّة السامة في الجسم ؟
تقوم بحثِّ الكظر على إعطاء كلِّ هذه الأوامر طوال التدخين ، الإنسان أحياناً يضطرب في الشهر أو في السنة مرة أو في الخمس سنوات اضطراباً شديداً ويخاف ، وتوجد لديه آليّة عالية المستوى يواجه بها الخطر ، أمّا المدخن هذه الجاهزيّة العالية من ضربات سريعة إلى وجيب سريع إلى هرمون التجلّط إلى السكر الزائد إلى سكّر إلى ضيق الأوعية المحيطيّة ، عندما يضيق الوعاء المحيطي يتعب القلب ، فالقلب مضخّة فإذا ضاق المجرى يحتاج إلى جهد أكبر .
فأوّل شيء بالدخان أنّ المادة السامة في الدخينة تفعل فعل الشدّة النفسيّة في الإنسان ، والحقيقة أن هذه المادة تؤثّر على الكظر وتجعله يفعل ما يفعله حينما يخاف الإنسان هذه واحدة .
الشيء الثاني عندما تضيق شرايين الإنسان ، ويصبح دمّه لزجاً فلا يستطيع الدّم الدخول إلى الأوعية الدقيقة جدّاً ، لذلك احتمال أن يصاب المدخن بالغرغرين يصبح قائماً ـ وهو هذا المرض الموات ـ عندما تمتنع التروية ببعض الأطراف تسود ، وإذا اسودّت يجب قطعها فوراً ، وبالمناسبة أخواننا لا أحد يستعمل حذاءً ضيّقاً فهو خطر جداً ، ولا يهمّك أنّ الضيّق موضة ، هذا كلام فارغ ، استعمل الأحذية الواسعة المريحة ، لأنّ الحذاء الضيّق له مفعول خطير يشد على الأوعية الدمويّة وربما أصيبت قدمه بالموات .
Text Box: الأضرار المادية والمعنوية التي يسببها التدخين :
درسنا اليوم درسٌ صحيحٌ لأنّه عن التربية الصحيّة ، فقم بتربية أولادك ، هذه واحدة .
الثانية أنّ هذه الرئة كما تعلمون ، خمسة وثلاثون مليون حويصل رئوي ، لو نشرنا هذه الحويصلات تصبح مساحتها سبعين متراً مربّعاً ، القصبة الهوائية تتفرع لثلاثة وعشرين فرعاً ، وكل فرع إلى فروع ، إلى أن تصل هذه الفروع إلى خمسة وثلاثين مليون حويصل رئوي ، في كل المجاري التنفسيّة أهداب تتحرّك نحو الأعلى باستمرار ، فكل المواد الغريبة تنطلق نحو الأعلى ، وأحياناً يشعر الإنسان أن بحنجرته قشع ، اسمها النخامة ، ويقوم بلفظها ، المادة السامة في الدخان تشلُّ حركة الأهداب شلاً كاملاً ، كل إنسان يستخدم الدخان يشكل تلاقي هذه الأهداب مثلثاً ، إذاً احتمال أن يحدث إنتان بالرئتين ، وهذه الحالة الثانية ، وأنا لا أقول عن أخطار الدخان سوى واحد بالألف .
قبل أن آتي إليكم اطلعت على كتاب صدر حديثاً عن إحدى دور النشر ـ وهي لأحد أخواننا ـ اطلعت على الكتاب فوجدت أنّ مستوى الكتاب أعلى من درسٍ يلقى في المسجد ، فالأمور تحتاج إلى شرح صور، سليدات ، وصعب أن تُشرَح شرحاً نظرياً ، فبقيت على المعلومات البسيطة التي أعرفها ، ووجدت أنه من غير المناسب طرح الموضوع المعقّد العلمي في المسجد ، وأنا والله لا أتكلّم عن أضرار الدخان سوى واحدٍ بالألف .
ذلك فضلاً عن موضوع الرائحة التي لا يقبلها الإنسان ، وعن الإنفاق الزائد ، دعني من أنه حرامٌ أم حلالٌ ، فأنت إنسان رأسمالك صحّتك ، وإن كنت شاباً في ريعان الشباب ، فالمفروض أن يكون لديك إرادة قويّة وقوّة إدراكيّة عالية لتختار ما هو صالح لنفسك ، أمامي بعض المعلومات عن أضرار الدخان .
قيل إن نسبة الوفيّات بين المدخنين الذكور تزيد ثمانية وستين بالمئة عنها من بين غير المدخنين ، أي لو أخذنا مئة شخص لا يدخنون ومئة يدخنون ، فإن مات واحد من المئة الذين لا يدخنون يموت ثمانية وستون من المدخنين .
Text Box: بعض الإحصائيات عن نسبة الوفيات في صفوف المدخنين بالمقارنة مع غير المدخنين :
توجد لدينا إحصائيات أجرتها مجلّة ألمانيّة متخصّصة في هذا الموضوع ، وتقول هذه الإحصائيّات أن نسبة الوفيّات في صفوف المدخنين من الأمراض التالية بالمقارنة مع غير المدخنين :
سرطان الرئة : ( 10.
![Cool](https://2img.net/i/fa/i/smiles/icon_cool.gif)
أي عشرة أضعاف ، أي الذين يصابون بسرطان الرئة من بين المدخنين عشرة أمثال غير المدخنين .
التهابات الأغشية المخاطيّة والمجاري التنفّسيّة وتورُّمها وانتفاخها : ستة أضعاف وواحد بالعشرة .
سرطان الحنجرة : خمسة أضعاف وأربعة بالعشرة .
سرطان تجويف الفم : أربعة أضعاف وواحد بالعشرة .
سرطان المري : ثلاثة أضعاف وأربعة بالعشرة .
أمراض المعدة : ضعفان وأربعة بالعشرة .
أمراض دوريّة أخرى : ضعفان وستة بالعشرة .
أمراض الدّسامات القلبية : ضعف وسبعة بالعشرة .
هذه إحصائيّة والذين أجروها لا علاقة لهم بحرمة الدخان ولا بحلِّه ، وكذلك جمعيّة مكافحة السل أصدرت نشرة تقول فيها إنّ سنوات عديدة من البحث العلمي أثبتت الوقائع التالية : عندما يدخن شخصٌ ما دخينةً (أنا أقول دخينةً عوضاً عن سيجارة لأنها كلمةٌ عربية) فإنّه يبتلع الدخان ويحتفظ الجسم بثمانين إلى تسعين في المئة منه ، كما يحتفظ ببقايا احتراق التبغ الذي هو القطران الذي يتجمّع في الطرق التنفُّسيّة ، والقطران نوعٌ من عدّة مركبات كيماويّة يستطيع بعضها إحداث السرطان بينما بقيّة العناصر الأخرى تحدث التخريش أيضاً .
Text Box: التدخين يهيئ لعدة أمراض خطيرة :
المدخنون أشدُّ تعرُّضاً للإصابة بالسل والسرطان من الذين لا يدخنون ، والتدخين هذه العادة تؤدّي إلى الآفات الرئويّة المزمنة كالتهاب القصبات وانتفاخ الرئة والربو والسل .
التدخين يهيئ لأمراض القلب ، يعني أوضح قضيّة بالقلب ، عندما يكون الدم لزجاً فاحتمال تجلُّطه أكبر ، لذلك أول سؤال يسأله طبيب القلب للمريض : هل تدخّن ؟ وأحيانا يوجد طبيبٌ لا يسأل بل يضع يده على صدر المريض ويتحسس هل يحمل في جيبه علبة من الدخان ، لوجود علاقة علميّة بينهما .
وأنا أقسم لكم لم أتحدّث وليس في إمكاني أن أتحدّث أكثر من ذلك ، لأنّ الأمور أعقد بكثير ، كتب بأكملها بعضها صدرت في أربعمئة صفحة عن أضرار التدخين ، وقد اكتشفت اليوم شيئاً لم أكن أعرفه من قبل ، يوجد مرض خطير اسمه فقر الدم اللامُصنّع ، فقد وضع الله عزَّ وجلَّ بنقي العظام الموجودة داخل عظم الساق أو الفخذ ـ يحبّها الأطفال كثيراً وهي لب العظم (النخاع ) وهي طيبة الطعم ـ وهي معمل لإنتاج كريات الدم الحمراء ، وهي تسمّى نقي العظام ، هذا المعمل لو توقّف لصار الموت محققاّ ، وحتى الآن لا يدري أحدٌ لِمَ يتوقف هذا المعمل ، المرض اسمه فقر دم لا مصنِّع ، واليوم اكتشفت في هذا الكتاب الجديد أن الدخان يسهم في تقليل إنتاج كريات الدّم الحمراء ، فالمواد السميّة بالدخان تفعل فعلها في معامل نقي الدم ، النبيّ أمرنا بالحجامة ، فماذا تفعل الحجامة ؟
قال عليه الصلاة والسلام :
((احتجموا لسبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين لا يتبيغ بكم الدم فيقتلكم))
[الترمذي عن عبد الله بن عباس]
وتوجد أحاديث كثيرةٌ جداً وصحيحة عن الحجامة ولا سيّما في هذه الأيام ـ أيام الربيع ـ فالحجامة تقلل كميّة الدم بالجسم ، حينما تقلُّ هذه الكميّة في الجسم تنشط معامل كريات الدم الحمراء ، فكأنّ الحجامة صيانة مستمرّة لمعامل كريات الدم الحمراء في الجسم .
Text Box: الإرشادات الطبيّة النبويّة تعدّ من تعليمات الصانع لا من كلام النبيّ :
أخواننا الكرام ، الذي قاله النبي عن الصحّة وحيٌ من الله ، لأنّ المعطيات العلميّة في عصر النبيّ لا تسمح له أبداً أن يعرفها ، أشياء في منتهى التعقيد لكنّ النبيّ نطق بها ، لأنّه :
(سورة النجم)
الإرشادات الطبيّة النبويّة يجب أن تعدّ من تعليمات الصانع ، لا من كلام النبيّ ، ألم يقل سيّدنا سعد بن أبي وقّاص : وما سمعت حديثاً من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلا علمت أنّه حقٌ من الله تعالى .
طبعاً أخطر شيء السرطانات بدءاً من الفم للحلق للبلعوم للمريء للرئتين ، أمراض الموات كالغرغرين والجلطات الدمويّة ، أي الأمراض القلبية والوعائية ، هذه من نتائج الدخان الطبيعيّة .
Text Box: بعض الدلائل من الكتاب والسنة عن العناية بالصحة وعدم إهمالها :
الآن أضع بين أيديكم هذه الآيات قال تعالى :
( سورة البقرة )
قد يكون في الإنسان أعلى درجات العناية بصحته ، ويبعث الله له مرضاً هذا يسمّى قضاءً وقدراً ، وهذا موضوع آخر ، لكن باختيارك وسعيك وبخطأ منك ، قال تعالى :
( سورة البقرة )
وقال :
( سورة النساء )
وقال عليه الصلاة والسلام :
(( لا ضَرَرَ وَلا ضِرَارَ ))
[رواه مالك وابن ماجة والدار عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ]
هذا الحديث يعدُّ أحد القواعد الكبرى في الشرع ، لا ضرر ولا ضرار ، قال تعالى :
( سورة النساء )
Text Box: الخبيث يبقى خبيثاً ولو كثر :
عندما يشرب الإنسان كأساً من الشاي ، أو كأساً من العصير ، أو يأكل تفّاحة ماذا يقول ؟ يقول : بسم الله الرحمن الرحيم ، وعندما ينتهي يقول : الحمد لله ، يا ترى هل من الممكن أن يقولها قبل أن يدخّن ؟! إذا أراد أن يدخّن يقول : بسم الله الرحمن الرحيم !! وعندما ينتهي منها : الحمد لله ، الله يديمها علينا ، مستحيل أن يفعل ذلك لأنّها ضارّة قال الرسول الكريم :
(( لا ضَرَرَ وَلا ضِرَارَ ))
[رواه مالك وابن ماجة والدار عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ]
قال تعالى :
(سورة النساء)
وقال الله عزَّ وجلَّ :
( سورة الأعراف )
ويقول أيضاً :
( سورة المائدة )
لو كان الأكثر مبيعاً في العالم :
( سورة المائدة )
لو كثر ولو تسعين بالمئة يبقى الخبيث خبيثاً ، هذه كلها آيات قرآنيّة .
الدخان أيضاً يخدّر العقل ويفتّر الجسم وهذا أمر يشعر به المقدم على تناوله والمبتدئ بشربه ، وقد نهى النبيّ عليه الصلاة والسلام عن كلّ مفتّر ، كما نهى عن كلّ مسكر ومخدّر وذلك في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام أحمد في مسنده وأبو داود في سننه بسندٍ صحيح عن أمّ سلمة رضي الله عنها قالت :
(( نهى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر ومُفْتِر ))
[أبو داود عن أم سلمة]
Text Box: التدخين يسبب الإدمان فتضعف سيطرة الإنسان على جسمه وتقوده إلى الهلاك باختياره :
ربما قال لي أحدكم : إنّ بعض العلماء أفتوا به . هذا الكلام غير مقبول إطلاقاً ، لأنّ العلماء الذين أفتوا بالدخان أفتوا به يوم لم تكن بين أيديهم هذه المعطيات ، واعتمدوا على مقولةٍ وقاعدةٍ شرعيّةٍ أساسيّةٍ هي : أنّ الأصل في الأشياء الإباحة .
فلا أحد يحتجّ بقول عالم عاش قبل خمسمئة سنة ، لم تكن هذه المعطيات العلميّة موجودة بين يديه ، والأصل في الأشياء الإباحة ، فإذا ذهبت إلى السعوديّة بالحج ووجدت فاكهةً لا تعرفها ، ولكنّها فاكهة فهل هي حرامٌ ؟ لا ليست حراماً ، فما هو الدليل ؟ أقول لك إنّ الأصل في الأشياء الإباحة ، ولكن بعدما ثبتت هذه الأخطار الوبيلة ، وهذه المضاعفات الخطيرة ، فأصبح الأمر له وضع آخر .
طبعاً ناهيك عن الضرر المالي ، فالمدخّن يحتاج إلى مبلغ ، فإذا كان دخله محدوداً يقترب من ربع دخله ، طبعاً فلو أطعم أولاده فاكهةً لو أطعم أولاده طعاماً مغذّياً بهذا الثمن لكان خيراً له أي : " أن أرجحكم عقلاً أشدّكم لله حباً ."
مشكلة التدخين أنّه يسبب الإدمان والإنسان مع الإدمان تضعف سيطرته على جسمه ، تجده يقود نفسه إلى هلاكه باختياره .
Text Box: بعض الأمثلة المتعلقة بالتربية الصحية والتربية الجسمية :
توجد موضوعات كثيرة جداً في التربية الصحيّة لكن سأشير إليها إشارة سريعة فهمكم كفاية : إذا وجد في البيت مجلات أو أشياء فيها صور فهي لا تجوز ولا تليق ببيت المسلم ، وهي أشياء تنقل الشاب إلى عادات لا ترضي الله عزَّ وجلَّ ، وتفريغ طاقاته ، وقد يفرغ طاقته بعادات تحطّم جسمه وأعصابه وتجعله في دوّامة لا نهايةَ لها ، والأسباب هي المثيرات ، فكل شيء ممكن أن يحرّك المشاعر الغريزيّة في الإنسان فيه ضرر كبير ، يجوز أن يكون الأب والأم القضيّة محلولة معهم أمّا الأبناء فلا حلّ لهم ، أي أن الطريق للزواج طويل ، بعد ثلاثين سنة وهذه المثيرات الموجودة في البيت كالمجلات والكتب وأجهزة اللهو مثلاً الشاب والشابّة ماذا يفعلون ؟ فهذه نقطةٌ دقيقة جداً ولا أحد يتكلّم بها ولكنّها واقعة وأسبابها التساهل في هذه الأشياء قال تعالى :
( سورة المؤمنون )
معتدٍ ، أي أنّ أيّ أسلوب أو أيّ طريق لتفريغ هذه الطاقة غير الطريق المشروع الذي أمر الله به وسمح به هذا عدوان ، وهذا محرّمٌ بنصّ هذه الآية .
هناك أشياء أخرى متعلّقة بالتربية الجسميّة ، فمثلاً تجد بعض الأدوية بين يدي الأطفال ويكون بعضها ساماً ، الطفل دون سن الخمس سنوات لا يعرف ، وأي شيء يضعه في فمه ، فيجب أن تكون جميع الأدوية في معزل عن أيدي الأطفال ، توضع في خزانة عالية لأنّه لو حدث خطأ ما فالأب مسؤول عند الله عزَّ وجلَّ ، فهذا الإهمال تنجم عنه تسممات أحياناً ، وفي بعض الأحيان يسبب عللاً دائمةً ، فأول شيء موضوع الأدوية يجب أن تكون في البيوت في حرزٍ حريزٍ وفي مكانٍ بعيدٍ عن تناول أيدي الأطفال .
Text Box: من أهمل في عمله وتسبب بمقتل شخص ما يحاسب كقاتل :
أحياناً نأتي بدواء للقوارض وهو سامٌ ويقوم بوضعه في مكان غير آمن ، فيظنونه دواء آخر ، ويضعه في بخاخ مثلاً تستعمل للكوي ، وهو سام فيقومون برشه على الثياب عند كيّها ، أو ترش في أماكن في البيت فيسبب مضاعفات خطيرة ، في أحد المرّات بالأردن قاموا بحل دواءٍ زراعيٍ بوعاء كبير في حلّة ، وقاموا برشّه ، وقاموا بغسيلها وجليها سبع مرّات ثمّ قاموا بالطبخ فيها ، فمات سبعة أشخاص منها ، توجد أدوية زراعيّة ذات سميّة شديدة جداً .
فأخواننا الذين يملكون مزارع أو من عنده محلات تجاريّة متعلّقة بهذه الأدوية فيجب أن يراعوا ذلك ، فالأمور دقيقةٌ جداً ، الإنسان أيّاماً يحاسب كقاتل عند الله عزَّ وجلَّ ، فلا تقل لي : قضاءً وقدراً ، إذا كان هناك إهمال يحاسب كقاتل .
حدثني أحد الأخوة بأنّه جاء من بلاد الحجاز بسيارةٍ أيام الحر الشديد ، وأراد صاحبها أن يغير زيت علبة السرعة ، ويظهر أنّ الصانع لم يشد البرغي لعلبة الزيت ، وعلى الطريق تسرّب الزيت منها وحدث بعلبة السرعة خللٌ فتوقّفت السيّارة ، فنزل منها صاحبها وفتح غطاءها وبحث في المحرّك فأصيب بضربة شمس فمات .
هل يا ترى هذا الذي قام بشد هذا البرغي يحاسب عند الله هو أو معلّمه ؟ أدّى إلى قتل نفس والدليل :
( سورة يس )
أحياناً يكون خطأ مثلاً بالبيت يسبب عاهة دائمة لطفلة صغيرة ، ثلاثين أربعين خمسين ستين سنة ، وكلّما وقعت عين الأم على ابنتها يحترق قلبها ، قضيّة خطيرة ، مثلاً مصادر الاحتراق كالمواقد والمدافئ لها ترتيب خاص ، مثلاً الأسلاك الكهربائيّة المكشوفة هذه خطيرة جداً ، كثير من الناس ماتوا بالحمام بسبب أنّ الغسّالة تعمل وهو حافي القدمين ، وحدث ماس كهربائي ، فالتيار البالغ 220 فولطاً مع الماء مميت ، حوادث وفاة كثيرة ويقولون : قضاء وقدر ، هي صحيح قضاء وقدر ولكن فيها مسؤوليّة ، أحياناً إبريق من الشاي يوضع على طرف المائدة وينسكب على وجه الفتاة أو الفتى فأصبح بعاهة دائمة طوال حياته .
Text Box: الأب مسؤول أمام الله عن تربية ابنه الجسميّة فالأبوّة مسؤوليّة :
المقصّات والسكاكين يجب وضعها في أماكن بعيدة عن الأطفال ، أحياناً تنام الأم وتضع طفلها بجانبها لينام فيموت بالاختناق من أمّه وتحدث كثيراً هذه الحوادث ، يجب أن ينام الطفل في سريره ، الشرفات أطفال كثيرون يسقطون منها ، وقد سمعنا بالهامة أنّ شاباً وقف فوق الجسر فوقع من فوقه ميّتاً ، فلو وجدت طوابق عالية وفيها شرفات والطفل لا يقدّر وهي خطيرة جداً ، فاستدن واعمل لها حاجزاً ، لا تقل لا يحدث شيء ، بل ممكن أن يحدث ويظل القلب محترقاً إلى يوم القيامة .
كثيرٌ من الأطفال أدخلوا أيديهم في مفرمة اللحوم فقطعت أو فرمت أصابعهم وهذه نقطة مهمة جداً ، فعلى الأم أن تكون ذات وعي أكثر في تنبيهاتها وتوجيهها لأولادها فهم أمانةٌ عند والديهم ، فإذا لم توجد التعليمات المشدّدة والتحذيرات فتقع العاهات الدائمة ويصبح الابن مصدر شقاء لوالديه ، على كلٍ الموضوع طويلٌ وننتهي عند هذا الحد .
فالأب مسؤول أمام الله عن تربية ابنه الجسميّة ، عن غذائه ، عن سلامته ، عن صحّته ، عن قوّة بنيته ، فالأبوّة مسؤوليّة ، وعندما يجد الإنسان أولاده أمامه بصحّة جيّدةٍ ونشاطٍ وأخلاقٍ وعلمٍ وجسمٍ جيِّدٍ هذا مما يسعده ، وننتهي في هذا الوقت بهذا القدر عن مسؤوليّة الآباء عن تربية أولادهم التربية الجسميّة ، وننتقل في درسٍ قادم إن شاء الله تعالى إلى مسؤولية التربية العقليّة .
الأب يقوم بتربية ابنه تربيةً إيمانيّة وتربية أخلاقيّة وتربية جسميّة ، غداً والأسبوع القادم التربية العقليّة ، كيف ينمّي مدارك ابنه ؟ فابنك زادك إلى الله ، زادك إلى الجّنة ، وإذا كنت قد اعتنيت به فهذا استمرار لك ، هذا صدقة جارية ، هذا به تستمر ولا ينقطع ذكرك عند الموت .
والحمد لله رب العالمين